[size=16][size=21]بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الناس ، اتقوا الله حـق تقواه ، وتمسكوا بإرشاد نبيه
وهديه وهداه ، فقد قال صلى الله عليه وسلم « احرص
على ما ينفعك واستعن بالله » رواه مسلــم ،
فيــالهمــا مــن كلمتين عظيمتين جمـع فيهما خيري
الدنيا والآخرة ، لمــن فهمهما وعمل بهما من العباد ، فــأمــا
الحرص والجــد في تحصيــل الأمــور النافعة
فــي المعاش والمعــاد ، وذلك بالاجتهاد فــي القيــام بعبودية الله التـي خــلق الله المكلفين لأجلهــا ، وبمــا يعين عــلى ذلك مـن كســب
الحلال المساعد عــلى أمــرهـا ، ولا يتم ذلك إلا بسـلـــوك طــرقهــا
النافعــة وأبوابهـــا ، ولا يحصل إلا بقوة
الاستعانة بالله والتوكــل عـليه ، لا على الأسباب ، بل على مسببها
،فـلا يفوت أحدا الخير إلا بترك واحد من هذه الأمور ، إما أن لا يحرص بل
يستولي عليه الكسل والفتور ، أو يكون حريصا على غير الأمور النافعة أو لا
يستعين بميسر الأمور.أعظـم الأمور النافعة أن تتعلم ما يقيم دينــك
وعباداتك ومعاملاتك ، وأن تــؤدي الشــرائع الظاهرة والباطنة مجتهدا فـي
تكميل عباداتك قـائمــا بحقوق الخــالــق وحقــوق الخلــق ، مستعينا بربك
فـي طلب الحلال مـن الرزق ، فــيا طوبى لمن قوي
توكله عــلى ربــه فــي تيسير أمــر دينــه ودنيــاه ، ويا سعادتـه
إذا شاهد النجاح والفلاح عنـد تمام مسعاه ، إذا أردت أن تختار عملا نافعا
تصلح به دنياك ، فاسلك الطريق الموصل إليــه برفق واستعن بمولاك ، فـإنـك
إذا حققت التوكل عليه سهل لك الأمــر ،
ويســره وكفـاك ، وإن أعجبــت بنفسـك ورأيك خذلك ، ووكـــلك إلــى ضعفك
فوهنت قوتك وقواك ، فــلو توكلتم عـلى الله حق توكله ، لرزقكم كمـا يرزق
الطيـر تغدو خماصا وتروح بطانا ، ولكــن كثيرا منكـــم يعجب بنفسه فيرهقه
وهنا وهوانا وخذلانا،
( وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ
فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) الحج