تقرير "خاص": أسوأ صفقات موسم 2010/2009 في الدوري الإنجليزي الممتاز

وقعت إدارات بعض الأندية الإنجليزية في اخطاء فادحة فيما يخص التعاقدات
الصيفية أو الشتوية، خاصةً نادي بورتسموث الذي اجرى العديد من الصفقات
العشوائية دون دراسة واقعية تحت قيادة رجل الأعمال الإماراتي سليمان الفهيم
فكانت النتيجة هبوط الفريق غير مأسوف عليه لدوري الدرجة الأولى إذ قام
ببيع تسع لاعبين وتعاقد مع تسع أخرين..يتعجب
المراقبون حتى الآن من الطريقة التي تعاملت بها إدارة مانشستر يونايتد (بطل
الدوري ووصيف دوري أبطال اوروبا الموسم الماضي) مع سوق
الانتقالات الصيفية 2009 ففي الوقت الذي باعوا فيه كريستيانو رونالدو بمبلغ
80 مليون جنيه إسترليني لريال مدريد توقعوا أن يكون صيف الشياطين ساخن
جداً بتعاقدات نارية حسب تقارير الصحف مع ريبيري أو روبين أو إبراهيموفيتش
لكنهم صدموا بالتعاقد مع المصاب دائماً "أوين"، والشابان "مامي ضيوف
وأوبريتان" عديمي الخبرة في البريمير ليج، لذا لم يكن غريباً توقع خروج
الفريق من المنافسات الشرسة وعدم فوزه بشيء.

فريق أخر مثل تشيلسي حافظ على هيكله وتعاقد
مع عدد قليل من اللاعبين كستاريدج وجركوف والأخير كاد يتصدر قائمة أسوأ
الصفقات الصيفية لولا إصابة أشلي كول ومشاركته في النصف الثاني من الموسم،
وكذلك آرسنال أجرى تعاقدين فقط مع مدافعين هما البلجيكي "فيرمالين"
والإنجليزي "كامبل"، أما ليفربول فحكايته حكاية؟

تستعرض معكم أسوأ صفقات الموسم بشكل تحليلي مع ذكر
بعض أسباب فشلها :

1- وسط الإرتكاز
الإيطالي "ألبيرتو أكيلاني" (من روما إلى ليفربول) بمبلغ 20 مليون جنيه
إسترليـني.

عاش ليفربول ضائقة مالية كبيرة الصيف
الماضي رغم بيعه الثنائي الإسباني "أربيلوا وتشابي ألونسو" لريال مدريد
بمبالغ طائلة إلا أنه أجرى ثلاث تعاقدات عليها مئة علامة استفهام، مع
المدافع كيرجياكوس والظهير جونسون ولاعب الوسط أكيلاني.

الفريق
الأحمر لم يكن في حاجة لهذه التعاقدات الغريبة بل كان في حاجة كبيرة
للتعاقد مع مهاجم أو اثنين على الأكثر لتدعيم خط الهجوم الذي يُعاني
الأمرين عندما يغيب عنه النينيو فرناندو توريس، لكن بينيتيز بغرابة شديدة
اطاح بقلب الدفاع الفنلندي الخبير "سامي هيبيا" ليضم جلين جونسون بمبلغ 17
مليون جنيه إسترليني من بورتسموث ثم بعد ذلك قام بالتعاقد مع اليوناني
كيرجياكوس بمليوني جنيه إسترليني، وكان بإمكان بينيتيز أن يلعب هذا الموسم
بدون بديل لأربيلوا في الجهة اليمنى بحيث يجعل كاراجر ظهير أيمن وبديله
(ديجان) ويبقي على هيبيا في العمق الدفاعي لكنه (شقلب كيان الفريق)
بقرارات وتعاقدات مجنونة، فقد تعاقد بطريقة أشد غرابة مع لاعب الوسط
الإيطالي المُصاب (ألبيرتو أكيلاني) من روما بمبلغ 20
مليون جنيه إسترليني؟؟؟ رغم امتلاكه في وسط الملعب الدفاعي (جيرارد، لوكاس
ليفا، ماسكيرانو وباليسيس) كما أن بن عيون وكاوت يمكنهما تأدية دور لاعب
الوسط الإرتكازي ليحدث تضخم في منطقة الوسط ونقص عددي كبير في مركز المهاجم
الصريح فقد حدث ما توقعه المتشائمين بتعرض توريس لإصابة فغاب عن الفريق
النجاعة الهجومية واللمسة الأخيرة فسقط ليفربول وخرج من كل البطولات خالي
الوفاض واحتل المركز السابع؟؟؟.

كل هذا سببته هذه الصفقة، ليس هذا كل شيء
فالشاب الإيطالي لم يلعب لمدة تجاوزت الـ10 أسابيع مع الفريق بسبب
الانتكاسات التي تعرض لها طيلة الموسم، وتقدر عدد مبارياته في الدوري بـ18
مباراة منهم 9 كإحتياطي، واستطاع إحراز هدف يتيم في الدوري ومثله في الدوري
الاوروبي، وصنع 5 أهداف فقط!!.

2- المهاجم المصري "أحمد
حسام" -ميدو- (إعارة من ميدلسبره إلى ويستهام يونايتد) راتب أسبوعي ألف
جنيه إسترليني

اغرى المهاجم المصري البدين "أحمد حسام"
-ميدو- إدارة ويستهام بالإنضمام لهم بمقابل مادي هزيل أثناء سوق الانتقالات
الشتوية في الوقت الذي كان يُعاني فيه اللاعب الدولي المصري السابق من
زيادة واضحة في الوزن وتراجع مردوده اللياقي والفني رغم مشاركته أساسياً مع
الزمالك المصري في فترة إعارته إليه من ميدلسبره، واراد ميدو تجديد حياته
بالرحيل عن مصر والعودة إلى إنجلترا مع ويستهام الذي كان يعيش مأساة في ذلك
الوقت بتدني مستواه واقترابه من الهبوط للدرجة الأولى، ولأنه لاعب غير
مكلف ويبدو أنه يتحدى نفسه وكل من يشكك في قدراته وافق المدرب زولا على
إستعارته لمدة ستة أشهر (هي الأخيرة في عقده مع البورو)، لكن كما كان
متوقعاً حُكم على الصفقة بالفشل الذريع!!.

بعض الصحف الإنجليزية
والمصرية تعاطفت مع ميدو ورفضت وصفه بأفشل صفقة في الدوري الإنجليزي لأنه
لاعب (قنوع في زمن الطمع والجشع واللعب من أجل الفلوس لا من أجل
عشق الكرة كما قال أسوكوتو لاعب توتنهام) لأنه يحصل على راتب
أسبوعي 1000 جنيه إسترليني فقط مع بعض الحوافز المادية التي لا يحصل عليها
إلا بعد مشاركاته مع الفريق في الدوري وأهدافه أو صناعته للكرات الحاسمة.

وهذا
مبرر تافه وساذج وغير منطقي لا علاقة له بكرة القدم التي تعتمد في المقام
الأول على العطاء داخل المستطيل الأخضر وليس على أمور أخرى لا ناقة منها
ولا جمل، كالروح الفدائية وروح القميص، فهذه أمور بدون أهداف وتمريرات
حاسمة لا تسوى "نكلة"!.

ميدو صفقة فاشلة
وهذه حقيقية لا خلاف عليها، ويجب علينا تحليل الأمر بصورة أكثر عمقاً لأنه
لاعب عربي يهمنا أمره كثيراً كنسخة عربية لأحد المواقع العالمية.

افل
نجم ميدو كثيراً مع فريق ويستهام فلم يُحرز الأهداف أو يصنعها ولم يؤثر
تأثيراً واقعياً على أداء ويستهام بسحب المدافعين نحوه لفتح الطريق لزملائه
مثلاً كما كان يفعل مع توتنهام في السابق، البعض سيتعجب من الكلام، ولكن
ألا يطلق الإعلام المصري لقب (ميدو ابن بطوطة واللاعب العالمي)؟
فأين اللاعب العالمي هذا في تسع مباريات كاملة مع ويستهام؟ لقد كان شبح
ابن بطوطة؟ فمن المفترض أن ابن بطوطة لديه خبر السنين في التجول لكن هذا
شيء لم يتوفر في ميدو لان رحلاته لروما ومارسيليا وويجان زائفة وسبب رئيسي
في فشله وتراجع مستواه الحالي.

اهدر أحمد حسام فرصة عمره لتأكيد
احقيته باللعب لويستهام - أحد أعرق أندية لندن - في الدوري هذا الموسم لكنه
اهدر ركلة جزاء أمام إيفرتون على ملعب الجودسون بارك بتسديدة سهلة في يد
تيم هاورد، ولو كان ويستهام خسر هذه المباراة لربما لهبط إلى دوري الدرجة
الأولى، لكن لحسن حظ فريق الهامرز انها انتهت بالتعادل 2/2 في الوقت
القاتل، ولسوء طالع ميدو أن صاحب هدف التعادل بديله "إيلان" الذي سيستمر
حتماً مع الفريق مع الشكر لميدو الذي جعل من نفسه اضحوكة للصحف البريطانية
"عمال على بطال" لعدم حفاظه على لياقته ووزنه من خلال افراطه في تناول
الآكلات النشوية !!!!.

إحصائية لميدو من موقع الدوري
الممتاز في التسع مباريات التي لعبها مع ويستهام:

(عدد تسديداته في
المباراة الواحدة على الثلاث خشبات أقل من تسديدة، بمعدل 47، % أي لم يتخط
الواحد في المئة)، (عدد تمريراته الحاسمة في المباراة الواحدة حوالي
تمريرتين)، (التغطية الدفاعية 36، % أي لم يتجاوز الواحد في المئة)، (حصل
على بطاقتين صفراوتين).

مباريات ميدو مع ويستهام، نتائج
توضح أنه كان فائل غير حسن على الفريق اللندني:

-
(المباراة الأولى): 6 /فبراير/ 2010 - الخسارة من بيرنلي 1/2 على
ملعب التروف مور.

- (المباراة الثانية): 10/
فبراير/ 2010 - الفوز على بيرمنجهام سيتي 2/صفر على ملعب الأبتون بارك.

-
(المباراة الثالثة): 20 /فبراير/ 2010 - الفوز على هال سيتي
3/صفر على ملعب الأبتون بارك.

- (المباراة الرابعة):
23/فبراير/ 2010 - الخسارة من مانشستر يونايتد 3/صفر على ملعب أولد
ترافورد - إحتياطي

- (المباراة الخامسة): 6/مارس/
2010 - الخسارة من بولتون واندرز 2/1 على ملعب الأبتون بارك.

-
(المباراة السادسة): 13/مارس/ 2010 - الخسارة من تشيلسي 1/4 على
ملعب ستامفورد بريدج.

- (المباراة السابعة):
20/مارس/ 2010 - الخسارة من آرسنال 2/صفر على ملعب الإيماريتس.

-
(المباراة الثامنة): 27/مارس/ 2010- الخسارة من ستوك سيتي صفر/1
على ملعب الأبتون بارك.

- (المباراة التاسعة):
4/إبريل/ 2010 - التعادل مع إيفرتون 2/2 على ملعب الجودسون بارك.

ولم يشارك ميدو منذ الجولة الـ33 في أي
مباراة مع ويستهام وهذا يؤكد أن اهداره لركلة الجزاء كان سبب حاسم في انهاء
مسيرته مع الفريق وعدم التجديد له، ولنكن صادقين، ميدو كان أحد الأسباب
التي جعلت إدارة الهامرز تستغني عن زولا لأنه اصر على التعاقد مع اللاعب
واصر على منحه الفرصة في اوقات قاتلة من الموسم وهو غير مؤهل لإنقاذ الفريق
من ورطته.

أخيراً.. لم تمر علينا هذه اللقطة التي
تعد أهم لقطات الموسم بالنسبة للمحترفين العرب في الدوري الإنجليزي
"مرور الكرام" فهذه اللقطة تُعبر عن واقع مرير يعيشه المحترف
المصري والعربي وبالأخص أحمد حسام ميدو.

أثناء مباراة تشيلسي وويستهام على ملعب
الأول ستامفورد بريدج التقى "ميدو بزميله السابق في مارسيليا ديديه دروجبا"
وصافحا بعضهما، فارتدت لذاكرتي ذكريات تواجدهما سوياً في مارسيليا ثم
تذكرت مباريات أياكس عندما لعب ميدو جوار إبراهيموفيتش، ووجهت سؤالاً لمن
يهمه الأمر: "أين دروجبا الآن وأين ميدو؟ أين إبراهيموفيتش وأين
ميدو"؟؟ .. الإجابة
التي اعرفها أن "إبراهيموفيتش أحد أغلى لاعبي العالم وفي
أفضل نادي في العالم وهداف الدوري الإيطالي الموسم الماضي"، و "دروجبا هداف
الدوري الإنجليزي وأحد أفضل لاعبي العالم في الوقت الراهن"، و "ميدو ؟؟ لا
شيء"؟؟!!

الآن أمل العرب لرؤية محترفين يعيدوا الشموخ لهم
في المغربي "مروان الشماخ" مع آرسنال الموسم المقبل، والتونسي سليم بن
عاشور مع مالجا الإسباني.

3- المهاجم التركي "تونكاي
سانلي" (من ميدلسبره إلى ستوك سيتي) بمبلغ 5 مليون جنيه إسترليني.

اعتقد المدير الفني لنادي ستوك سيتي "توني
بوليس" أن المهاجم التركي السريع "تونكاي أو تونجاي سانلي" سيقود الفريق
للتأهل إلى الدوري الاوروبي بعد إقناع إدارة ميدلسبره بالحصول عليه بمبلغ
خمسة ملايين جنيه إسترليني بعد بدء منافسات دوري الدرجة الأولى التي سانلي
في عدد قليل منها وبدا وكأنه سيواصل رحلته مع البورو لإعادته للدوري
الممتاز، لكن المهاجم الدولي التركي خيب كل الأمال رغم الفرص الكثيرة التي
مُنحت له باللعب أساسي منذ الوهلة الأولى له مع الفريق.

شارك سانلي
في 30 مباراة مع ستوك سيتي من بينهم 17 مباراة كإحتياطي هذا بعد أن اكتشف
"بوليس" أن التركي لم ينسجم مع عناصر الفريق، وأن المهاجم الجمايكي
"ريكاردو فولار" أفضل وأحق منه لقيادة خط الهجوم مع المالي "سيديبيه".

أحرز
سانلي 4 أهداف فقط مع ستوك وهو معدل ضعيف جداً مقارنةً بأهدافه الكثيرة
التي سجلها مع ناديه التركي فنربخشة، وحتى مع ميدلسبره حيث سجل الموسم
الماضي والذي سبقه 7 و8 أهداف - على الترتيب - وساهم في صناعة العديد من
الأهداف الهامة بمعدل 4 تمريرات حاسمة في المباراة الواحدة.

صفقات
أخرى مُخيبة

ذكرنا بالتفاصيل سبب فشل أكيلاني، ميدو
وتونكاي، ولكننا سنتطرق في عجالة لصفقات أخرى مُخيبة لكن بدرجات متفاوته
عن بعضها البعض، مثل صفقة أوبريتان من بوردو إلى مانشستر يونايتد حيث انتهى
الحال باللاعب الفرنسي الشاب في فريق الراديف فكان من الأفضل لفيرجسون
الاحتفاظ بالجناح الطائر "كريس إيجيلس" ولا يبيعه لبيرنلي لكن قراراته كانت
غريبة وكان أغرب قراراته تعاقده مع الإنجليزي مايكل أوين في صفقة انتقال
مجانية والأدهى توقعه أن يُحرز للفريق ما يزيد عن 15 هدفاً في الموسم لكنه
في الأخير لم يسجل سوى 8 أهداف فقط واكمل النصف الثاني من الموسم منذ بداية
شهر فبراير حتى مايو بعيداً عن الملاعب، وسيواصل غيابه لشهر أغسطس بسبب
إصابة في أوتار الركبة، وفي النصف الثاني من مانشستر تعاقد مان سيتي مع
المهاجم الباراجوياني "روكي سانتا كروز" بمبلغ كبير تجاوز الـ17 مليون جنيه
إسترليني ولم يستغله في أي شيء والعذر الوحيد انه لم يشارك من الأساس بصفة
مستمرة.

يدخل في قائمة الأسوأ أيضاً وبالتأكيد
الثنائي العربي "عمرو زكي وكميل جيلاس" لاعبا نادي هال سيتي اللذين شارك كل
منهما في 6 و13 مباراة - على الترتيب - ولم يُحرز عمرو زكي أي هدف وفشل
فشلاً ذريعاً رغم انه كان قد نجح الموسم الماضي مع ويجان أثلتيك وأحرز 11
هدف، أما جيلاس الذي كان هدافاً لنادي سيلتا فيجو الموسم الماضي في دوري
الدرجة الثانية الإسبانية برصيد 17 هدف فلم يسجل سوى هدفاً واحداً.

وصفقة تجديد إعارة البرازيلي "جو ألفيز" من
مانشستر سيتي لإيفرتون فقد تسبب سوء سلوك اللاعب في الاستغناء عنه حيث
سافر دون إذن المدرب للبرازيل، وصفقة إعارة بينجاني من مانشستر سيتي إلى
ساندرلاند في يناير الماضي لم تؤت ثمارها.

الآن نترك الكلمة
لك عزيزي القاريء، ما رأيك في هذه الاختيارات؟ وما هي اختياراتك وآرائك في
هذه القضية؟